احتل الرحالة العرب موقعاً مرموقا داخل أروقة الثقافة الإنسانية، ورصدت مؤلفاتهم خصائص الأمم والحضارات التي اتصل بها، وسجلوا مشاهد وتفاصيل حية عن الشعوب التي زاروها، وأدرك الرحالة العرب التنوع داخل وحدة "الإسلام"، وهي رسالة أدركها الرحالة ابن بطوطة وقدمها لنا في مؤلفه الذي يعد في مضمونه شهادة على العصر متعددة الأوجه والقراءات.
و ترجمة كتاب "تحفة النظار، في غرائب الأمصار، وعجائب الأسفار" لابن بطوطة إلى اللغة الإيطالية، عمل يستحق التقدير والثناء، فأدب الرحلات يعد مصدراً مهماً للدراسات التاريخية المقارنة، وخصوصاً بالنسبة إلى العصور الوسطى، كما أن المترجمة قد وفقت في اختيارها كتاب ابن بطوطة على وجه الخصوص، لتخرج لنا أول ترجمة كاملة لهذا المتن إلى اللغة الإيطالية، بعد عدد من الترجمات المجتزئة لبعض فصوله.